« همه ضرر و زيان‌هاى جامعه در اثر چهار صفتدعاى مستجاب حضرت فاطمه زهراء سلام الله علیها »

اعراب گذاری هوشمند احادیث

نوشته شده توسطرحیمی 2ام اسفند, 1392

جهت  اعراب گذاری هوشمند احادیث که اعراب ندارد ، کلیک نمایید

التماس دعا موفق باشید.

شادی روح معصومین علیهم السلام صلوات

اعراب گذاري هوشمند احاديث، بر اساس منطق قیاس و استنتاج احتمالی اقدام به شناخت اعراب کلمات می کند. از آنجا که تشخيص اعراب کلمات ارتباطی تام با حجم اطلاعات وارد شده قبلي دارد، برای آموزش اولیه، از متون اعراب گذاری شده معتبر 70 جلد کتاب حديثي شيعه استفاده شده است. برآوردهاي اوليه، درصد خطای کمتر از 10 را براي احاديث شيعه نشان مي دهد. از اين رو متن اعراب گذاري شده برنامه نيازمند تصحيح افراد خبره است. شايان ذکر است که منظور از اعراب، حرکات پيشنهادي براي همه حروف است نه صرفا حرف آخر کلمه.


نظر از: ساقی [بازدید کننده]
ساقی

أمالي المرتضى ؛ ج‏1 ؛ ص417
31 مجلس آخر [المجلس الحادى و الثلاثون:]
تأويل آية وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ …
إن سأل سائل عن قوله تعالى: وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ‏؛ [البقرة: 102].
فقال: كيف ينزل اللّه السّحر على الملائكة؟ أم كيف تعلّم الملائكة الناس السّحر و التفريق بين المرء و زوجه؟ و كيف نسب الضرر الواقع عند ذلك إلى أنّه بإذنه، و هو تعالى قد نهى عنه، و حذّر من فعله؟ و كيف أثبت العلم لهم و نفاه عنهم، بقوله: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ‏، ثم قوله: لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ‏؟.
الجواب، قلنا: فى الآية وجوه؛ كلّ منها يزيل الشبهة الداخلة على من لا ينعم النّظر فيها:
أوّلها أن يكون‏ ما فى قوله: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏ بمعنى الّذي، فكأنه تعالى أخبر عن طائفة من أهل الكتاب، بأنهم اتّبعوا ما تكذب فيه الشياطين على ملك سليمان، و تضيفه إليه من السّحر؛ فبرأه اللّه تعالى من قرفهم، و أكذبهم فى قولهم، فقال:
وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا باستعمال السّحر و التمويه على الناس، ثم قال: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏، و أراد أنهم يعلّمونهم السّحر
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 418
و الّذي أنزل على الملكين، و إنّما أنزل على الملكين وصف السحر و ماهيّته و كيفية الاحتيال فيه؛ ليعرفا ذلك و يعرّفاه للناس فيجتنبوه و يحذروا منه، كما أنّه تعالى قد أعلمنا ضروب المعاصى، و وصف لنا أحوال القبائح لنجتنبها لا لنوقعها؛ لأنّ الشياطين كانوا إذا علموا ذلك و عرفوه استعملوه، و أقدموا على فعله؛ و إن كان غيرهم من المؤمنين لمّا عرفه اجتنبه و حاذره و انتفع باطّلاعه على كيفيته، ثم قال: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ يعنى الملكين، و معنى‏ يُعَلِّمانِ‏ يعلمان، و العرب تستعمل لفظة علّمه بمعنى أعلمه، قال القطامىّ:
تعلّم أنّ بعد الغىّ رشدا و أنّ لتانك الغبر انقشاعا

و قال كعب بن زهير:
تعلّم رسول اللّه أنّك مدركى‏ و أنّ وعيدا منك كالأخذ باليد

و معنى «تعلّم» فى البيتين/ معنى «اعلم» ؛ و الّذي يدلّ على أنّ المراد هاهنا الإعلام لا التعليم قوله: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، أى أنهما لا يعرّفان صفات السحر و كيفيته إلّا بعد أن يقولا إنما نحن محنة، لأن الفتنة بمعنى المحنة؛ و إنما كانا محنة، من حيث ألقيا إلى المكلّفين أمرا لينزجروا عنه، و ليمتنعوا من مواقعته، و هم إذا عرفوه أمكن أن يستعملوه و يرتكبوه، فقالا لمن يطلعانه على ذلك: لا تكفر باستعماله، و لا تعدل عن الغرض فى إلقاء هذا إليك، فإنه إنّما ألقى إليك، و أطلعت عليه لتجتنبه؛ لا لتفعله، ثم قال: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‏، أى فيعرفون من جهتهما ما يستعلمونه فى هذا الباب؛ و إن كان الملكان ما ألقياه إليهم لذلك؛ و لهذا قال: وَ يَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ‏؛ لأنّهم‏
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 419
لمّا قصدوا بتعلّمه أن يفعلوه و يرتكبوه، لا أن يجتنبوه صار ذلك لسوء اختيارهم ضررا عليهم.
و ثانيها أن يكون‏ ما أُنْزِلَ‏ موضعه موضع جرّ؛ فيكون معطوفا بالواو على‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ‏؛ و المعنى: و اتبعوا ما كذب به الشياطين على ملك سليمان، و على ما أنزل على الملكين؛ و معنى‏ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏ أى معهما، و على ألسنتهما؛ كما قال تعالى:
رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ‏؛ [آل عمران: 194]، أى على ألسنتهم و معهم.
و ليس بمنكر أن يكون‏ ما أُنْزِلَ‏ معطوفا على‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ‏ و إن اعترض بينهما من الكلام ما اعترض؛ لأن ردّ الشي‏ء إلى نظيره، و عطفه على ما هو أولى هو الواجب، و إن اعترض بينهما ما ليس منهما؛ و لهذا نظائر فى القرآن و كلام العرب كثيرة، قال اللّه تعالى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى‏ عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيِّماً؛ [الكهف: 1، 2] و «قيّم» من صفات الكتاب حال منه، لا من صفة «عوج»، و إن تباعد ما بينهما، و مثله قوله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ‏؛ [البقرة: 217]، فالمسجد هاهنا معطوف به على الشهر الحرام، أى يسألونك عن القتال فى الشهر الحرام و عن المسجد الحرام.
و حكى عن بعض علماء أهل اللغة أنه قال: العرب تلفّ الخبرين المختلفين، ثم ترمى بتفسيرهما جملة؛ ثقة بأنّ السامع يردّ إلى كلّ خبره؛ كقوله تعالى: وَ مِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ‏؛ [يونس: 67]، و هذا واضح فى مذهب العرب، كثير النظائر.
ثم قال: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ، و المعنى أنهما لا يعلّمان أحدا، بل ينهيان عنه، و يبلغ من نهيهما عنه و صدّهما عن فعله و استعماله أن يقولا: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ باستعمال السحر و الإقدام على فعله، و هذا كما يقول الرجل: ما أمرت فلانا بكذا، و لقد بالغت فى نهيه حتى قلت له: إنك إن فعلته أصابك كذا و كذا؛ و هذا
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 420
هو نهاية البلاغة فى الكلام؛ و الاختصار الدال مع اللفظ القليل على المعانى الكثيرة؛ لأنه استغنى بقوله تعالى: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ عن بسط الكلام الّذي ذكرناه؛ و لذلك نظائر فى القرآن، قال اللّه تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏؛ [المؤمنون: 91]، فلولا الاختصار لكان مع شرح الكلام يقول: ما اتخذ اللّه من ولد و ما كان معه من إله، و لو كان معه إله إذا لذهب كل إله بما خلق؛ و مثله قوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ‏؛ [آل عمران: 106]، أى: فيقال للذين اسودت وجوههم:
أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ‏؛ و أمثاله أكثر من أن تورد.
ثم قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‏، و ليس يجوز أن يرجع الضمير على هذا الجواب إلى الملكين؛ و كيف يرجع إليهما و قد نفى عنهما التعليم! بل يرجع إلى الكفر و السحر، و قد تقدم ذكر السحر، و تقدم أيضا ذكر ما يدلّ على الكفر و يقتضيه فى قوله: وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا؛ فدل‏ كَفَرُوا على الكفر، و العطف عليه مع السحر جائز، و إن كان التصريح قد وقع بذكر السحر دونه؛ و مثل ذلك قوله تعالى:
سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى‏. وَ يَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى‏؛ [الأعلى: 10- 11، أى يتجنّب الذكرى الأشقى، و لم يتقدم تصريح بالذّكرى، لكن دلّ عليها قوله: سَيَذَّكَّرُ.
و يجوز أيضا أن يكون معنى‏ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما، أى بدلا مما علّمهم الملكان، و يكون المعنى أنهم يعدلون عمّا علّمهم و وقفهم عليه الملكان من النهى عن السحر إلى تعلمه و استعماله؛ كما يقول القائل: ليت لنا من كذا و كذا كذا ! أى بدلا منه، و كما قال الشاعر:
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 421

/ جمعت من الخيرات وطبا و غلبة و صرّ الأخلاف المزمّمة البزل‏
و من كلّ أخلاق الكرام نميمة و سعيا على الجار المجاور بالمحل‏

يريد جمعت مكان الخيرات، و مكان أخلاق الكرام هذه الخصال الذميمة.
و قوله: «ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‏ فيه وجهان:
أحدهما أن يكونوا يغوون أحد الزوجين، و يحملونه على الكفر و الشرك باللّه تعالى، فيكون بذلك قد فارق زوجه الآخر المؤمن المقيم على دينه، فيفرّق بينهما اختلاف النّحلة و الملّة.
و الوجه الآخر أن يسعوا بين الزّوجين بالنميمة و الوشاية و الإغراء و التمويه بالباطل؛ حتى يئول أمرهما إلى الفرقة و المباينة.
و ثالث الوجوه فى الآية أن يحمل‏ ما فى قوله: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏ على الجحد و النفى، فكأنه تعالى قال: وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى‏ مُلْكِ سُلَيْمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ‏، و لا أنزل اللّه السّحر على الملكين، وَ لكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ‏ و يكون قوله: بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ‏ من المؤخّر الّذي معناه التقديم، و يكون- على هذا التأويل- هاروت و ماروت رجلين من جملة الناس، هذان اسماهما؛ و إنما ذكرا بعد ذكر الناس تمييزا و تبيينا، و يكون الملكان المذكوران اللذان‏
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 422
نفى عنهما السحر جبرائيل و ميكائيل عليهما السلام؛ لأن سحرة اليهود- فيما ذكر- كانت تدّعى أن اللّه تعالى أنزل السحر على لسان جبرائيل و ميكائيل‏ إلى سليمان بن داود عليهما السلام، فأكذبهما اللّه تعالى بذلك.
و يجوز أن يكون هاروت و ماروت يرجعان إلى الشياطين، كأنه قال: و لكن الشياطين:
هاروت و ماروت كفروا؛ و يسوغ ذلك كما ساغ فى قوله تعالى: وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ‏؛ [الأنبياء: 78]، يعنى حكم داود و سليمان عليهما السلام.
و يكون قوله تعالى على هذا التأويل: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ راجعا إلى هاروت و ماروت اللذين هما من الشياطين، أو من الإنس المتعلمين للسحر من الشياطين و العاملين به. و معنى قولهما: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ يكون على طريق الاستهزاء و التماجن و التخالع، كما يقول الماجن من الناس إذا فعل قبيحا أو قال باطلا: هذا فعل من لا يفلح، و قول من لا ينجب، و اللّه ما حصلت/ إلا على الخسران؛ و ليس ذلك منه على سبيل النّصح للناس و تحذيرهم من مثل فعله، بل على وجه المجون و التهالك.
و يجوز أيضا على هذا التأويل الّذي يتضمّن النفى و الجحد أن يكون هاروت و ماروت اسمين لملكين، و نفى عنهما إنزال السحر بقوله: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ‏ و يكون قوله: وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ يرجع إلى قبيلتين من الجنّ أو إلى شياطين الجنّ و الإنس، فتحسن التثنية لهذا.
و قد روى هذا التأويل الأخير فى حمل‏ ما على النفى عن ابن عباس و غيره من المفسرين.
و روى عنه أيضا أنه كان يقرأ: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏ بكسر اللام، و يقول:
متى كان العلجان ملكين! إنما كانا ملكين؛ و على هذه القراءة لا ينكر أن يرجع قوله:
وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ إليهما .
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 423
و على‏ هذه القراءة فى الآية وجه آخر و إن لم يحمل قوله: وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ‏ على الجحد و النفى، و هو أن يكون هؤلاء الذين أخبر عنهم اتّبعوا ما تتلوا الشياطين و تدّعيه على ملك سليمان، و اتبعوا ما أنزل على هذين الملكين من السحر، و لا يكون الإنزال مضافا إلى اللّه تعالى، و إن أطلق؛ لأنه جلّ و عز لا ينزل السحر؛ بل يكون منزله إليهما بعض الضّلّال العصاة، و يكون معنى‏ أُنْزِلَ‏- و إن كان من الأرض- حمل إليهما لا من السماء أنه أتى به به من نجود الأرض و أعاليها؛ فإنّ من هبط من نجد البلاد إلى غورها يقال: نزل و هبط، و ما جرى هذا المجرى.
فأما قوله تعالى: وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏ فيحتمل وجوها:
منها أن يريد بالإذن العلم، من قولهم: آذنت فلانا بكذا إذا أعلمته، و أذنت لكذا إذا استمعته و علمته، قال الشاعر:
فى سماع يأذن الشّيخ له‏ و حديث مثل ماذىّ مشار

و منها أن تكون‏ إِلَّا زائدة، فيكون المعنى: و ما هم بضارين به من أحد بإذن اللّه، و يجرى مجرى قول أحدنا: لقيت زيدا إلا أنى أكرمته، أى لقيت زيدا فأكرمته.
و منها أن يكون أراد بالإذن التخلية و ترك المنع، فكأنه أفاد بذلك أنّ العباد لن يعجزوه، و ما هم بضارين أحدا إلا بأن يخلّى اللّه تعالى بينهم و بينه، و لو شاء لمنعهم بالقهر و القسر، زائدا على منعهم بالزجر و النهى.
/ و منها أن يكون الضرر الّذي عنى أنه لا يكون إلا بإذنه، و أضافه إليه هو ما يلحق المسحور من الأدوية و الأغذية التى يطعمه إياها السّحرة و يدّعون أنها موجبة لما يقصدونه فيه من الأمور؛ و معلوم أن الضرر الحاصل عن ذلك من فعل اللّه تعالى بالعادة؛ لأنّ الأغذية لا توجب ضرّا و لا نفعا، و إن كان المعرّض للضرر من حيث كان كالفاعل له هو المستحق للذم، و عليه يجب العوض.
أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 424
و منها أن يكون الضرر المذكور إنما هو ما يحصل عن التفريق بين الأزواج؛ لأنه أقرب إليه فى ترتيب الكلام؛ و المعنى أنهم إذا أغووا أحد الزوجين، و كفر فبانت منه زوجته، فاستضرّ بذلك كانوا ضارّين له بما حسّنوه له من الكفر، إلّا أنّ الفرقة لم تكن إلّا بإذن اللّه و حكمه؛ لأنه تعالى هو الّذي حكم و أمر بالتفريق بين المختلفى الأديان؛ فلهذا قال: وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏؛ و المعنى أنه لو لا حكم اللّه و إذنه فى الفرقة بين هذين الزوجين باختلاف الملّة لم يكونوا ضارين له هذا الضّرب من الضرر الحاصل عند الفرقة؛ و يقوّى هذا الوجه ما روى أنه كان من دين سليمان؛ أنه من‏ سحر بانت منه امرأته.
فأما قوله تعالى: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ‏، ثم قال:
لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ‏ ففيه وجوه:
أوّلها أن يكون الذين علموا غير الذين لم يعلموا، و يكون الذين علموا الشياطين أو الذين خبّر عنهم بأنهم نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان، و الذين لم يعلموا هم الذين تعلّموا السحر، و شروا به أنفسهم.
و ثانيها أن يكون الذين علموا هم الذين لم يعلموا؛ إلا أنهم علموا شيئا و لم يعلموا غيره، فكأنه تعالى وصفهم بأنهم عالمون بأنه لا نصيب لمن اشترى ذلك و رضيه لنفسه على الجملة، و لم يعلموا كنه ما يصير إليه من عقاب اللّه الّذي لا نفاد له و لا انقطاع.
و ثالثها أن تكون الفائدة فى نفى العلم بعد إثباته أنهم لم يعملوا بما علموا، فكأنهم لم يعلموا، و هذا كما يقول أحدنا لغيره: ما أدعوك إليه خير لك و أعود عليك؛ لو كنت تعقل و تنظر فى العواقب، و هو يعقل و ينظر فى العواقب، إلا أنه لا يعمل بموجب علمه، فحسن أن يقال له/ مثل هذا القول؛ قال كعب بن زهير يصف ذئبا و غرابا تبعاه؛ ليصيبا من زاده:
إذا حضرانى قلت: لو تعلمانه‏ أ لم تعلما أنى من الزاد مرمل‏

أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 425
فنفى عنهما العلم، ثم أثبته بقوله: «أ لم تعلما»، و إنما المعنى فى نفيه العلم عنهما أنهما لم يعملا بما علماه فكأنهما لم يعلماه.
و رابعها أن يكون المعنى أنّ هؤلاء القوم الذين قد علموا أن الآخرة لا حظّ لهم فيها مع عملهم القبيح، إلا أنهم ارتكبوه طمعا فى حطام الدنيا و زخرفها فقال تعالى: وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ‏ أن الّذي آثروه و جعلوه عوضا من الآخرة لا يتمّ لهم، و لا يبقى عليهم، و أنه منقطع زائل، و مضمحلّ باطل، و أن المال إلى المستحق فى الآخرة؛ و كل ذلك واضح بحمد اللّه.

1394/09/15 @ 21:22


فرم در حال بارگذاری ...