« عید قربان تجلی جمال الهی | شكايت حضرت امام حسين بر سر روضه منور رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) از جفاى امت » |
اوصاف پرهیزکاران از نگاه امیرالمومنین علی علیه السلام
نوشته شده توسطرحیمی 3ام آبان, 1391نهج البلاغه، خطبه 193 / ترجمه علامه سید جعفر شهیدی(ره)ومن خطبة له عليه السلام يصف فيها المتقين
روي أن صاحباً لأميرالمؤمنين عليه السلام يقال له همام کان رجلاً عابداً، فقال له:يا أميرالمؤمنين، صف لي المتقين کأني أنظر إليهم. فتثاقل عليه السلام عن جوابه، ثم قال:يا همام، اتق الله وأحسن ف (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) فلم يقنع همام بذلک القول حتي عزم عليه. فحمد الله وأثني عليه، وصلي علي النبي صلي الله عليه وآله، ثم قال عليه السلام: أما بعد، فإن الله سبحانه وتعالي خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم، لأنة لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه، فقسم بينهم معايشهم، ووضعهم من الدنيا مواضعهم. فالمتقون فيها هم أهل الفضائل: منطقهم الصواب، وملبسهم الإقتصاد، ومشيهم التواضع. غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم علي العلم النافع لهم. نزلت أنفسهم منهم في البلاء کالتي نزلت في الرخاء. لولا الأجل الذي کتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلي الثواب، وخوفاً من العقاب. عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة کمن قد رآها، فهم فيها منعمون، وهم والنار کمن قد رآها، فهم فيها معذبون. قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة. صبروا أياماً قصيرةً أعقبتهم راحةً طويلةً، تجارة مربحة، يسرها لهم ربهم. أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها. أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق رکنو ا إليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون علي أوساطهم، مفترشون لجباههم وأکفهم ورکبهم، وأطراف أقدامهم، يطلبون إلي الله تعالي في فکاک رقابهم. وأما النهار فحلماء علماء، أبرار أتقياء، قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضي، وما بالقوم من مرض، ويقول: لقد خولطوا ! ولقد خالطهم أمر عظيم! لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستکثرون الکثير. فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون إذا زکي أحد منهم خاف مما يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم بي مني بنفسي! اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون. فمن علامة أحدهم أنک تري له قوةً في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً في علم، وعلماً في حلم، وقصداً في غني، وخشوعاً في عبادة، وتجملاً في فاقة، وصبراً في شدة، وطلباً في حلال، ونشاطاً في هدًي، وتحرجاً عن طمع. يعمل الأعمال الصالحة وهو علي وجل، يمسي وهمه الشکر، ويصبح وهمه الذکر. يبيت حذراً، ويصبح فرحاً، حذراً لما حذر من الغفلة، وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة. إن استصعبت عليه نفسه فيما تکره لم يعطها سؤلها فيما تحب. قرة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقي، يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل. تراه قريباً أمله، قليلاً زلله، خاشعاً قلبه، قانعةً نفسه، منزوراً أکله، سهلاً أمره، حريزاً دينه، ميتةً شهوته، مکظوماً غيظه. الخير منه مأمول، والشر منه مأمون. إن کان في الغافلين کتب في الذاکرين، وإن کان في الذاکرين لم يکتب من الغافلين. يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه. بعيداً فحشه، ليناً قوله، غائباً منکره، حاضراً معروفه، مقبلاً خيره، مدبراً شره. في الزلازل وقور، وفي المکاره صبور، وفي الرخاء شکور. لا يحيف علي من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب. يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه. لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسي ما ذکر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحق. إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحک لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتي يکون الله هو الذي ينتقم له
نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة. أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه. بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بکبر وعظمة، ولا دنوه بمکر وخديعة. قال: فصعق همام صعقةً کانت نفسه فيها. فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: أما والله لقد کنت أخافها عليه. ثم قال: أهکذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها؟ فقال له قائل: فما بالک يا أميرالمؤمنين؟ فقال عليه السلام: ويحک، إن لکل أجل وقتاً لا يعدوه، وسبباً لا يتجاوزه، فمهلاً، لا تعد لمثلها، فإنما نفث الشيطان علي لسانک!
روز عرفه، روزی است که درهای آسمان را
برای پذیرش تضرعهای عاشقانه بندگان ذات اقدس الهر میگشایند . . .
و امروز همان روز است
ما را از دعای خیر خویش محروم ننمائید لطفا
فرم در حال بارگذاری ...